الاثنين، 1 مارس 2010

الشراهة المرضية


تعريف نوبة الشراهة





هي التهام سريع وقسري لكمية كبيرة من الطعام دون شعور المصاب بالحاجة الى الطعام او اي احساس حقيقي للجوع.تكاد تكون الشراهة محصورة فقط لدى النساء او الفتيات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 15 و 26 سنة. :تشخيص يمكن التعرف على نوبة الشراهة من خلال المحطات التالية:

* حدوث فترات متكررة من الالتهام السريع لكمية كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة . * الشعور بفقدان القدرة على مراقبة السلوك الغذائي اثناء نوبات الشراهة.

* يلجأ المصاب وبشكل منتظم الى : الاستفراغ المفتعل، استخدام المسهلات Les laxatives او مدرات البول Les diurétiques ، ممارسة الصيام بشكل صارم وممارسة التمارين الرياضية بغاية منع اي زيادة في الوزن.

* حدوث نوبتان من الشراهة على الاقل خلال ثلاثة اشهر.

* اهتمام مبالغ بوزن وجمال وشكل الجسد.

الاسباب


الاحباط المتأتي من الاهل وبشكل خاص التأزم الصراع النفسي من جراء سوء العلاقات الاجتماعية والمهنية، الضجر وغياب النشاطات، ضعف الثقة بالنفس والنقص في توكيد الذات هي من اهم الاسباب المؤدية الى نوبات الشراهة. : نوبة الشراهة تحدث النوبة في اغلب الاحيان عند المساء بعد الانتهاء من العمل او الدراسة، يشتري المصاب مأكولاته المفضلة ويلتهمها فورا اينما وجد وقد يؤجل ذلك ريثما يصل الى المنزل. ينعزل اثناء النوبة ولا يحب ان يراه احد، يلتهم بسرعة كل شيئ ويعاود المحاولة عدة مرات لساعة من الزمن.

نوبة الشراهة هي رد الفعل الطبيعي والوسيلة التي يلجأ اليها المصاب لتخفيف الاحساس بالتوتر الداخلي.ما ان ينتهي وبعد عدة دقائق او خلال الساعة التي تلي الالتهام يبدأ المصاب بالشعور بالذنب والخجل ويوجه اللوم الى نفسه بعدم قدرته ضبط ومراقبة ذاته ويعد نفسه بعدم تكرار الفعل مرة ثانية بالرغم من علمه التام بان نوبة اخرى ستحصل في اليوم التالي وسيكون عاجزا على مقاومتها.بالامكان ملاحظة الشراهة لدى كل الاشخاص بغض النظر عن اوزانهم مثل:الاشخاص ذووي الاوزان العادية Poids normal المصابين بالسمنة Obésité او حتى اصحاب الاوزان المنخفضة والذين يعانون من فقدان الشهية Anorexique :arrow: يلجأ المصاب الى استراتيجيات متعددة لضبط الوزن

بالرغم من انعكاساتها السلبية على الصحة مثل:الاستفراغ المفتعل استعمال المسهلات ومدرَات البول الصياميترافق غالبا مع الاهتمام الزائد والدائم في ضبط الوزن احساس وهمي بزيادة الوزن بالرغم من ان وزنه الحقيقي لا يتخطى اطار الحدود الطبيعية. اذا حدث هذا التفاوت بين الوزن الحقيقي والوزن المتوقع او الوهمي فهذا دليل على التنافر المعرفي Distorsion cognitive الذي يخبرنا عن نقص في تقدير الذات Estimation de soi لدى المصاب


العلاجات لا تجدي نفعا الادوية المستخدمة لقطع الشهية Cesse faim وكذلك المهدئات ومضادات القلق والاكتئاب في علاج البوليميا. العلاج الاكثر فعالية هو العلاج السلوكي والمعرفي الطويل الامد والذي يتراوح بين 3 اشهر وسنة.اهم خطوات هذا العلاج هي التالية:مراقبة الذات طيلة ايام الاسبوع يسجل فيها المصاب على مذكرة يومية calendrier journalier عدد النوبات واوقات حدوثها ومدتها وكذلك وسائل الدفاع التي يلجأ اليها لمكافحة هذه النوبات مثل (استفراغ، تمارين، مسهلات الخ ) توجيه وارشاد معرفي يتضمن:تناول ثلاث وجبات في اوقات معينة وبكمية محدودة(وجبة عادية) الامتناع عن تناول اي شيئ collation خارج الوجبات الثلاثة. عدم الاكل منفردا – يستحسن تناول الطعام مع آخرين. عدم حساب الوحدات الحرارية المستهلكة يوميا. عدم اللجوء الى نظام حمية او الى الصيام ، حتى لو كان المصاب سمينا Obèse من اجل تخفيض الوزن لان ذلك سيؤدي الى نوبة شراهة جديدة. المحافظة على الوزن الحالي بشكل ثابت او ما يقارب معدل 20 من مؤشر الكتلة الجسدية B.M.I ( Body mass index) تعليم المصاب تقنية التوقف والتركيز Arret et concentration اثناء تناول الطعام للجم التدهور والاسترسال في التهام الطعام اثناء النوبةالعلاج المعرفي يساعد المصاب على التعرف على افكاره اثناء حدوث النوبة ليستطيع ان يتصدى لها في مرحلة لاحقة وبالتالي ليخفف التوتر الداخلي. اذا استطاع المصاب التعرف على المواقف والافكار والمشاعر المصاحبة للنوبة يستطيع عندها ان ينمَي لديه استراتيجية خاصة للتحكم بالاعراض مثل استبدال موقف متأزم بمهمة سلوكية بديلة كأن يجري مكالمة هاتفية مع شخص عزيز او تنظيم زيارة او تناول حمام ساخن .... ويتم الاتفاق على المهمات السلوكية مع المعالج الذي يوصي بها لتسد حاجات المصاب. اخيرا اذا استعصت كل هذه الوسائل بالامكان اللجوء الى العلاج السلوكي وتقنياته حيث يتعلم المصاب وسائل جديدة لمجابهة التوتر وخفضه والمتأتي من تقنية حل المشاكل Technique de la resolution des problemes وتقنيات توكيد الذات Affirmation de soi مثل تقنية لعب الادوار jeu des roles وتعليم المصاب كيفية ادارة الشدائد Gestion du stress التي يواجهها بشكل مستمر.اخيرا يجب على المصاب بالشراهة ان يعلم ان اضطرابه هو من اكثر الامراض عرضة للانتكاسة حتى لو تراءى له التحسن الملحوظ في نهاية العلاج لذا عليه دائما ان يعاود الاتصال بالمعالج ولو استغرق ذلك وقتا اضافيا فالنتائج هي الافضل على المدى الطويل.

غير حميتك غير الصحية

غير حياتك بالعلم والحمية الصحية
*
*
*
*
*
*

ادخل الى هذا الرابط
*
*
*
*
*
*

http://www.sehha.com/nutrition/diet/index.htm

لماذا نشعر بالجوع

لماذا نشعر بالجوع؟
الإجابة بسيطة للغاية.. عندما يحتاج جسمك للطعام، فإن عليه أن ينبهك لذلك حتي تقوم بتزويده بالطعام اللازم، ويتم الإبلاغ عبر إشارات.يقول البروفيسور ريتشارد ماتس، أستاذ التغذية بجامعة بورديو بإنديانا، إن "الحصول علي الطاقة أمر حيوي للبقاء وتمكين الجسم من أداء وظائفه الحيوية، ومن هنا تأتي أهمية إشارات الجوع التي يرسلها هذا الجسم لإبلاغنا متي نأكل".ويعتقد بعض الناس أن المعدة هي التي ترسل هذه الإشارات، لكن الحقيقة هي أن المخ هو الذي يرسلها، وأحد الطرق التي يحصل بها الجسم علي الطاقة هي تحويل بعض أنواع الغذاء إلي جلوكوز، والتي تعرف أحياناً بسكر الدم..فمستويات السكر تنخفض في أوقات منتظمة من النهار، مما يحدث اضطراباً في الأداء أحياناً، وهنا تأتي أهمية إشارات الجوع الواردة من المخ، والتي تحدد أيضاً نوع الغذاء المطلوب في لحظة بعينها، والحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً في تحديد اختيارنا لنوع الطعام ومذاقه ورائحته.يقول البروفيسور جون فوري، مدير الطب السلوكي بكلية بايلور للطب بهيوستون، إننا "مزودون بميراث من الاستمتاع بالطعام، فإذا ما كنت معتاداً دخول السينما ومعك علبة كبيرة من الفشار، علي سبيل المثال، فإنك تشعر بالجوع بمجرد قطع تذكرة السينما، حتي ولو تناولت طعامك قبلها مباشرة، ليس بسبب الجوع وإنما بحكم العادة"..2- كيف نميز بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي؟ لمعرفة هذا، يمكنك إجراء التجربة الذاتية التالية: تجاوز وجبة الإفطار لمرة، ثم راقب ما يحدث لجسمك خلال الساعتين التاليتين، ستجد أنك تمر بمجموعة من الأعراض وليس مجرد الأصوات الشائعة التي اعتدتها في حالة الجوع.. ستشعر، كما يقول فوري، بفراغ معدتك، وتصبح خائر القوي، مع رغبة قوية في الأكل، وبعض الناس يمكن أن يشعروا بالصداع والدوار.وإذا كانت هذه هي استجابات جسمك في حالة الجوع الحقيقي، فمن السهل عليك بعد ذلك تمييز الجوع الناجم عن أسباب نفسية، ومعرفة هذه الحقيقة يمكن أن يجنبك السمنة وزيادة الوزن.3 - لماذا نشعر بالجوع عندما نتناول إفطارنا أسرع مما لو لم نتناوله؟ يقول البروفيسور آلان جليبتر، من مركز أبحاث البدانة بجامعة سانت لوك، إن "المشكلة ليست في الإفطار بحد ذاته وإنما في نوع هذا الإفطار.. فالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات ترفع نسبة السكر في الدم لسهولة هضمها، وما يرتفع بسهولة ينخفض أيضاً بسهولة وبنفس السرعة، وهذا الهبوط في نسبة السكر يجعلنا نشعر بالجوع سريعاً.. ويمكن تفادي هذا باستبدال أنواع السيريال في الإفطار بالتوست المصنوع من الحبوب الكاملة مع زبد الفول السوداني، علي سبيل المثال، حيث إنه بطيء الهضم، كما أن كمية ما تتناوله في إفطارك تلعب دوراً في سرعة إحساسك بالجوع.4- لماذا نشعر بالتعب والاضطراب عندما نجوع؟ الجلوكوز هو مصدر طاقة المخ، وفي حالة انخفاض نسبته فإن وظائف المخ تضطرب، كما أن انخفاض السكر يترتب عليه زيادة إفراز هرمون الكورتيزول المسئول عن مشاعر القلق، علي أن هذه القاعدة لا تنطبق علي الجميع، وهو ما يؤكده الدكتور لورانس شسكين، مدير مركز جونز هوبكنز لضبط الوزن.. يقول: "البعض من الناس يشعرون فعلاً بالنشاط والحيوية عندما يكونون جائعين، وهي، عندهم، وسيلة للاستمتاع بالوجبة التالية".5- هل صحيح أننا نأكل أقل عندما نأكل ببطء؟ صحيح تماماً، فأنت حينما تأكل بسرعة، لا تعطي جسمك الفرصة اللازمة للشعور بالشبع، وتعطل بذلك الإشارات الواردة من المخ بضبط الحالة، فأنت، إذا أكلت ببطء، تتيح فرصة الإدراك، فقد تكون شبعت بالفعل وتواصل مع ذلك الأكل نظراً لعدم إدراك الشبع في اللحظة المناسبة، ويترتب علي هذا تناول المزيد من الطعام دون حاجة، فيتحول إلي دهون أو سعرات حرارية لست بحاجة إليها.ومن العوامل المساعدة علي ارتكاب هذا الخطأ اعتياد تناول الطعام أثناء مشاهدة التليفزيون أو قراءة الجريدة.6- ممارسة التمرينات الرياضية تجعلني أفقد الشهية، بينما تجعل أختي تقبل علي الطعام بشهية، فما السبب؟ قد يعود هذا إلي مواعيد ممارستك للتمرينات أو لنوعية الرياضة التي تؤدينها، فالتمرينات المكثفة، حسبما تري الدكتورة كريستين كلارك مديرة مركز أبحاث التغذية الرياضية بجامعة بنسلفانيا، تقضي علي الجوع لساعة أو اثنتين من موعد الانتهاء منها لأن الدم يكون مشغولاً بالعضلات وليس بعملية الهضم، كما أن مواعيد الوجبات تلعب دوراً مهماً في الأمر، فإذا لم تتناولي شيئاً منذ الغداء وكان موعد التمرينات في السادسة مثلاً، فأنت بحاجة إلي وجبة سريعة بسيطة قبل التمرين، حتي لو كان ذلك مجرد ثمرة فاكهة.7 - تشعر بعض النساء بالجوع الشديد أثناء الدورة الشهرية، فما السبب؟ تعيد الدكتورة سوزان بار، أستاذة التغذية بجامعة كولومبيا، ذلك إلي حرق الجسم للمزيد من السعرات الحرارية الناجمة عن إفراز هرمون بروجسترون في تلك الفترة.وعلي المرأة أن تنتبه لذلك خلال تلك الفترة وتقوم بضبط نظامها الغذائي قبل حلول الدورة.8- هل تناول الطعام بكميات كبيرة يزيد من حجم المعدة، ويجعل الإنسان يشعر أكثر بالجوع؟ "لا.. بشرط ألا يكون ذلك قاعدة، بمعني أنه استثناء في الأعياد والمناسبات"، كما يقول البروفيسور جليبتر.. فإذا استمر الموضوع بانتظام علي مدي عدة أسابيع، فإن عضلات جدار المعدة تتمدد لتتلاءم مع الكميات الكبيرة من الطعام، وتظل كذلك، وتكون النتيجة الاستمرار في تناول المزيد من الطعام وإلا شعر الشخص بالجوع، ويمكن التغلب علي هذه الحالة باقتطاع جزء من طعامك المعتاد تدريجياً وبانتظام حتي الوصول للكمية المناسبة، وعودة المعدة مرة أخري إلي حجمها الأصلي.قائمة طعام للجوعي! الإفطار: - كوب شعير مجهز مع نصف كوب لبن قليل الدسم وشريحة موز.بين الوجبتين: - ثمرة تفاح أو كمثري مع مقدار ربع كوب مكسرات أو أوقية جبن منزوع الدسم.الغداء: - سلطة خضراء مع تونة بدون زيت أو مقدار 3 أوقيات من اللحم البتلو وقطعتي بقسماط من دقيق كامل.بين الوجبتين: - قطعة توست مع نصف ملعقة من زبد الفول السوداني.العشاء: - 4 أوقيات من الدجاج أو الجمبري مع مقدار 2 كوب من الخضراوات الطازجة (السبانخ أو البروكلي) ونصف كوب أرز بني.الحلو: نصف علبة زبادي مع كوب فراولة طازجة.

الأحد، 28 فبراير 2010

التحدي الاول : معالجة اضطرابات الاكل


التحدي الاول: سنتحدث عن ادمان الاكل
الإدمان.. صنوف وأنواع
لا يقتصر على المخدرات بل يتجاوزها إلى الطعام والإنترنت وبعضه يمارس من دون قيود


جدة: د. عبد الحفيظ خوجة
يعتقد البعض أن المدمن هو من يتناول المحظورات من كحوليات أو خمر أو مخدرات، لكن الحقيقة تُبدو خلاف ذلك، فمع دخول الألفية الجديدة أصبحت هناك أنواع أخرى من الإدمان، ظهرت في المجتمعات وانتشرت بين الشباب، وهي تمارس بحرية تامة وتحت أنظار المسؤولين وبرضا أولياء الأمور مثل الإدمان للطعام أو الإنترنت أو العاب الفيديو أو حتى التسوق وليس فقط الإدمان على المخدرات. وهي أنواع جديدة من الإدمان، قد يبدو الحديث عنها للوهلة الأولى غريباً مليئاً بالمغالاة والمبالغة، إلا أن واقع الأمر يشير إلى معاناة أهالي هؤلاء المدمنين المهووسين بواحد من هذه الأنواع من الإدمان.. وصعوبة معالجة إدمانه.
تعريف الإدمان
* وحتى كلمة «إدمان» فقد اختلف على تعريفها العلماء، فالبعض منهم يصر على أن هذه الكلمة تنطبق فقط على المواد التي إذا تناولها الإنسان، فإنه لن يقدر على الاستغناء عنها، وإذا استغنى عنها فإنها تسبب له حدوث أعراض الانسحاب لتلك المادة، إضافة إلى مشاكل بالغة يتعرض لها لاحقاً، وبالتالي لا يستطيع أن يستغني عنها مرة واحدة، بل يحتاج إلى برنامج للإقلاع عن تلك المادة باستخدام مواد بديلة وسحب المادة الأصلية بشكل تدريجي كما هو الحال في أغلب حالات المخدرات. والبعض الآخر من العلماء يعترض على هذا المفهوم الضيق للتعريف حيث يرى أن الإدمان هو عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما، وحاجته المستمرة للمزيد منه كي يشبع حاجته منه حتى يؤثر ذلك على حياته الشخصية. وعليه أصبح هناك من يسمون بمدمني الطعام، ومدمني.... الخ. وسر إدمان الطعام مثلاً، يرتبط بمادة «دوبامين Dopamine »، وهي المادة التي أثبت العالم السويدي «أرفيد كارلسون» الحاصل على جائزة نوبل للطب لعام 2000، أنها من الناقلات العصبية neurotransmitters التي تحمل الرسائل الكيميائية بين خلايا المخ التي يزيد عددها عن 100 مليار خلية. وتعتبر مادة دوبامين المحرك الأساسي لحالات السرور الإنساني، فتنقل الشعور بالبهجة والسعادة الناتج لأسباب عديدة، منها تناول وجبة طعام لذيذة مثلاً أو نوع محدد من الطعام.
وعند تناول هذا الشخص لهذه الوجبة اللذيذة أو ذلك النوع المحدد من الطعام يتم إنتاج كميات عالية من مادة دوبامين والتي تقوم بدورها بتنشيط جميع المستقبلات العصبية في الحال. فيشعر هذا الشخص بغبطة شديدة ونشوة غامرة مع الإحساس بالرضا والمتعة. وعندما لا يتناول الشخص تلك الوجبة اللذيذة أو بالتحديد ذلك النوع من الطعام يبدأ الشعور بنوع من تعكير المزاج الذي يتحول إلى إحساس بالبهجة والسعادة بمجرد تناول ذلك النوع من الطعام، وهكذا تبدأ الحلقة السلبية اللانهائية التي تؤدي إلى الإدمان في النهاية. يقول الدكتور محمد عبد الله شاووش: استشاري الطب النفسي ومدير برنامج مستشفى الأمل بجدة، إن الجزء الأمامي (Frontal lobe ) من الدماغ مسؤول أيضاً عن سلوك الإنسان، وتكرار السلوك يعتمد على ما يصحبه من مؤثرات إيجابية أو سلبية وارتباطها بالجانب التدعيمي للمثيرات. فما يحدثه الآيس كريم أو البيرغر من أثر نفسي وما يرتبط به من شعور مريح يؤدي إلى تعزيز الأثر وبالتالي تكرار السلوك.
وعندما يكون لدى الإنسان شعور بالارتياح تجاه شيء، فإن ذلك ينعكس وظيفياً على الجهاز العصبي وتحسين حالة المزاج.
وبعض السكريات والشيكولاتة بالذات تؤدي إلى تحسن في المزاج بشكل مؤقت لوجود مادة التربتوفين (Tryptophan) وهي المصدر لمادة سيروتونين (Serotonin) التي ترتبط بالمزاج، وكون تأثيرها مؤقتا فإن الشخص قد يلجأ إلى تكرار الأكل طلباً لرفع المزاج. وفي كل الأحوال هناك سلوكيات يعملها الإنسان بشكل دائم ترتبط بتغيرات وظيفية في الجهاز العصبي وتتعامل مع مجموعة من النواقل العصبية والتي تحدد سلوك الإنسان بدرجة نسبية. ولذلك فالإدمان ليس بالضرورة أن يكون مخدراً بل هناك إدمان لبعض السلوكيات كالأكل أو إدمان الإنترنت أو إدمان الجنس أو أي سلوك آخر.
العجيب في الأمر أن حالة المخ في تغيير دائم وهناك آلاف النواقل العصبية التي تتأثر بتغير السلوك والحالة المزاجية وهي ما يعرف بلدونة الدماغ (Brain Plasticity) وتتأثر الخلايا بالعوامل المختلفة من حيث استهلاك نسبة السكر والأكسجين وكمية تدفق الدم داخل الخلية بنفس العوامل.
* أهمية التربتوفان Tryptophan
* لفَهْمٍ أفضل لأهميةِ التربتوفان، يَجِبُ أَنْ نفْهمَ بعض الشيء عن كيمياءِ الدماغِ. فالتربتوفان Tryptophan من الحوامض الأمينيةُ التي توجد في الطعام بشكل طبيعي، وتتحول في الدماغِ إلى مركب كيميائي يسمى (إتش تي بي- 5Hydroxy-tryptophan HTP-5 )، الذي يتحول بدوره إلى serotonin، وهو أحد النواقل العصبية neurotransmitter وضروري لتَنظيم الشهيةِ، والنوم، ومستويات الألمَ والمزاجَ.
ويؤثر على مستوياتserotonin بعض الأدوية مثل Prozac، Zoloft , imipramine إضافة إلى أدوية أخرى مضادّة للإكتآب.
وبخلاف عمل التربتوفان tryptophan، الذي يَزِيدُ من إنتاجَ serotonin، فإن هذه الأدوية تمنع دمارَ وتكسير السيروتونين serotonin في الدماغِ بالتَدَخُّل في نظامِ الجسمَ الطبيعيَ التنظيميَ الفسيولوجيَ.
ووفقاً لما نشر في مجلة الطبّ البديل، العدد #25، فإن ملاحق التربتوفان Tryptophan إستعملتْ في السابق كوسيلة فعّالة ورخيصة وأمنة لمُعَالَجَة الكآبةِ، الأرق، زيادة الوزن، مرض الشقيقة والقلق.
لكن في عام 1989 مَنعتْ إدارة الغذاء والدواء الاميركية (إف دي أي) FDA مبيعاتَ هذه المادة بعد اكتشاف دفعةِ واحدة منها ملوثةِ سبّبتْ آلافَ الحالاتِ من ازدياد الخلايا الحمضيةِ ُEosinophilia وحدوث متلازمة ميالجيا (myalgia إي إم إس EMS. وقبل انتهاء تفشّي هذا المرض، حصلت 7500-10000 حالة ميالجيا و39 حالة وفاة.
وبالتالي فإن منع إف دي أي مبيعات tryptophan مثاليُ في جدولِ أعمال الصناعة الدوائيةِ، وهو بسبب أن كانت هناك دفعةٌ واحدة منها ملوثةً.
ولحسن الحظ، فإن tryptophan أصبح متوفرُاً الآن للجمهورِ في شكلِ إتش تي بي ه 5، والدِراسات أظهرت أنه مفيد في مساعدةَ مرضى الأرقِ، وتخفيض القلقِ، والكآبة، وتخفيف الوزن، ومرض الشقيقة.
إن الدِراسات التي تُقارنُ إتش تي بي- 5 بالأدوية الأخرى وجدت بأنّها جميعها أدوية فعّالة وعلى حد سواء، لكن إتش تي بي- 5 ليس له أي آثار جانبية. (وقد اقترح أن لا تَتجاوزَ الجرعة اليومية من إتش تي بي 5 100 ملليغرامَ، لأن الجُرَعِات الأعلى قَدْ تنتجُ آثاراً جانبية معتدلةَ).
وحيث أن فيتامين بي 6ِ ضروريُ لتحويلِ إتش تي بي 5 إلى serotonin، فإن بَعْض أخصائيي التغذية nutritionists يَوصون بأنّ يعطى هذا الفيتامين في نفس اليومِ كإتش تي بي 5 لتَحسين التأثيرِ والأداء.